عن المقارنة بين القمع الاستعماري وقمع دولتنا الوطنية: ردا على صديقة

صديقتي العزيزة، مشاء الخير

أنت قلقة بشأن الرد الذي ينبغي أن يوجه إلى أولئك الذين يقارنون المطلب الديمقراطي الذي يرفعه الحراك بالكفاح من أجل الاستقلال. يتم استعمال نفس الحجج للتشبيه بين القمعوالاستعماري والقمع الحالي. فكيف يتم تمييز شرعية قمع مقارنة بقمع آخر؟

كانت لي ردة فعل أولى وقلت لك إنني لا أريد الإجابة على هؤلاء الأشخاص الذين يكثرون هذا النوع المختصرات في مجالات أخرى: الكولون المحلي ( الجزائري) أخذ مكان الكولون  (المستعمر الفرنسي)

فالمعنى المرسل، على مستوى اللغة الانعكاسية، هو التالي: أخذ الكولون المحلي مكان الكولون الشرعي وهذا في حد ذاته هو عبارة عن اتخاذ نفس وجهة نظر الكولون الذي كان يعتبر نفسه مخولا لحكم العالم وأن حكمه حكم شرعي. ولكن لنترك تحليلنا لتحولات عقدة المستعمر إلى يوم آخر

ولنرجع إلى الأحداث في بلدنا. يتعلق الأمر، بالنسبة إلى هؤلاء الناس، بمقارنة القمع الاستعماري والمئات الآلاف من الموتى الذي تسبب هو في مقتلهم باعتقال بعض العشرات من الأشخاص والحكم على قسم منهم دون أن يموت أحدهم أو يصيب بجراح مباشرة، دون أن يتعرضوا لحصص تعذيب بوسائل تعذيب ماسو وبيجار، ودون أن نرى قنابل نابلم تلقى على الغابات والقرى، دون أن نسجل اغتصابا جماعيا للنساء، ولم تتعرض نساء حوامل إلى بقر بطونهن مع القمار على جنس جنينهن، ولم نرى تهجيرا للسكان، إلخ

في فرنسا كانت حصيلة حركة السترات الصفراء ، بتاريخ 4 أكتوبر ، 11 قتيلا و4439 جريح، وفي سبتمير تمت محاكمة 3000 شخص، من ببنهم 1000 حكم عليهم بالحبس النافذ

يمكن لتحريفيين أن يعيدوا كتابة تاريخ وأن "يأنبوا" بلطف الاستعمار الفرنسي. هذا دورهم ويتقاضون أجرا جيدا مقابل هذا العمل. أولئك الذين يؤمنون فعلا أو بسذاجة بتماثل قمع بيجار وأوساراس وماسو بالقمع الحالي في بلدنا متهمون بالسذاجة والجهل

لا أتحدث عن جهل تجاه فرنسا فقط ولكن خاصة تجاه بلدنا. لقد كانت حصيلة أكتوبر 88 159 قتلى حسب المصادر الرسمية، و500 قتيل حسب مصادر المستشفيات ، مئات من الجرحى وآلاف من المعتقلين، والمئات من الأشخاص تعرضوا إلى التعذيب والعشرات منهم تعرض إلى تعذيب وحشي. كان أغلب هؤلاء العشرات أعضاء في حزب الطليعة الاشتراكية. الجميع يعلم من هم الجنرالات الذين أعطوا الأوامر بالقمع، بإطلاق الرصاص وبالتعذيب والعض نن هؤلاء الجنرالات متابع قضائيا اليوم بفضل الجيش الوطني الشعبي الحالي. هذه بعض العناصر لاستيعاب معنى كلمة "قمع".

هل يجب أن نشعر أن المناداة هذه تعنينا؟ أعترف لك أن ما يقوله محرفون يحرفون تاريخ تحررنا لا يعنيني، بالضبط لأن هذا التحريف يخدم هدفا سياسويا، فهو ليس  سياسيا حتى، بل سياسوي.

 تقبلي مني، صديقتي، فائق عبارة التقدير

وليد لوراسي   ترجمة